أول حالة بشرية من جدري القردة ظهرت في جمهورية الكونغو الديمقراطية (DRC) في عام 1970. ومنذ عقد الثمانينيات، كان هناك ارتفاع بطئ في عدد الحالات في العديد من البلدان، معظمها في جمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا. قد يكون ذلك مرتبطًا بتوقفهم عن التطعيم ضد الجدري في عام 1980.
وفي عام 2022 بدأ جدري القردة (النوع الفرعي الثاني) يتفشى عالميًا، وقد انتشر بشكل أساسي عبر الاتصال الجنسي. وبدءًا من عام 2023 ظهرت زيادة حادة في العدوى بجدري القرود (النوع الفرعي الأول) في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO)، في 14 أغسطس 2024، أن تفشّي المرض يشكّل أزمة صحية عامة دولية. تأثرت جمهورية الكونغو الديمقراطية بصورة خاصة، وكذلك أيضًا عدد متزايد من الدول الأفريقية الأخرى.
مخاطر العدوى في النرويج منخفضة.
كيف تنتقل عدوى جدري القردة؟
تنتقل العدوى بين الناس عادة عن طريق الاتصال المباشر بالطفح الجلدي وسوائل الجسم. من شأن الاتصال الجنسي مع الشخص المُصاب أن يزيد من المخاطر. قد تصاب أيضًا بالعدوى عبر القطرات من خلال السعال والعطس مثلاً، لكن عندها ينبغي أن يكون هناك اتصال مباشر لفترة طويلة (ساعات).
تم التحقق من وجود الفيروس في السائل المنوي لفترة طويلة بعد الشفاء، إلا أنه من غير المؤكد ما إن كان هذا يؤدي إلى نقل العدوى إلى الآخرين. ننصح باستخدام الواقي الذكري عند ممارسة الجماع لـ 12 أسبوعًا بعد الشفاء.
في الدول الأفريقية، التي ينتشر فيها المرض طبيعيًا، ينتقل الفيروس من القوارض إلى البشر.
ما هي المدة التي يمكن أن تُصاب فيها بالعدوى، قبل ظهور الأعراض لديك؟
يستغرق الأمر عادة 6-13 يومًا، من وقت إصابتك بالعدوى حتى تمرض (فترة الحضانة)، إلا أن الأمر قد يستغرق وقتًا أقصر أو أطول قد يبلغ 21 يومًا.
قد تنقل العدوى إلى الآخرين أثناء وجود الأعراض لديك. أي أنك لن تنقل العدوى إلى الآخرين خلال فترة الحضانة، قبل إصابتك بالمرض.
ما هي أعراض جدري القردة؟
الأعراض الأكثر انتشارًا لجدري القردة، هي:
- الطفح جلدي والحُمّى (فوق 38 درجة مئوية)
- العٌقد الليمفاوية المتورمة والمؤلمة
- ألم في الحلق
- وجع الرأس
- إرتخاء
- وجع في العضلات
ويتحول الطفح الجلدي إلى بثور، تكوّن القشور ثم تجف وتسقط. قد تُصاب بندبات.
يبدأ الطفح الجلدي عادة في الجزء الذي تعرّض للعدوى من الجسم. عندما تفشي المرض عام 2022، ظهر الطفح الجلدي لدى الكثيرين حول الأعضاء التناسلية، وفي منطقة المقعد والمستقيم. ظهرت لدى العديد من المصابين بثور قليلة فقط.
قد يظهر الطفح الجلدي أيضًا في أجزاء أخرى من الجسم، كالوجه أو الفم أو اليدين. يتعرض بعض المصابين إلى الطفح الجلدي في راحتي اليدين وباطن القدمين. وربما ينتشر الطفح الجلدي، في الحالات الشديدة، في أنحاء الجسم. وعندها قد يبدو مشابهًا لجدري الماء.
وقد يشعر بعض المصابين بألم في الطفح الجلدي وحوله، بما في ذلك العقد الليمفاوية.
ويعدّ الأطفال والنساء الحوامل والذين لديهم ضعف في جهاز المناعة، من أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بمرض خطير بسبب جدري القردة.
يستمر المرض عادة من 2-4 أسابيع. وتعدّ أنك ناقل للعدوى بدءًا من ظهور الأعراض حتى تسقط القشرة وتتكون بشرة جديدة في تلك الأثناء (حوالي 3 أسابيع).
الاختبارات والفحوصات والعلاج
إن كنت قد أصبتَ للعدوى، فينبغي أن تولي عناية خاصة بعلامات المرض المذكورة أعلاه.
إن كانت لديك شكوك بأنك مصاب بجدري القردة، فينبغي أن تتجنب الاتصال المباشر بالآخرين واستشارة الطبيب. قد تكون الأعراض مشابهة للعديد من الأمراض العادية الأخرى. ولذلك، فمن المهم أن تجري الفحوصات من قبل طبيب، وهو سيقيّم أيضًا إن كان يتعين إجراء اختبار. لا يمكنك إجراء اختبار لمعرفة ما إذا كنت مصابًا بالعدوى أم لا، قبل إصابتك بالمرض.
غالبية الناس لا يحتاجون أي علاج عدا تخفيف الأعراض إن اقتضى الأمر، مثل أدوية تخفيف الحُمّى أو تخفيف الألم.
ويلاحظ، في حالات نادرة فقط، وجود حالة مرضية جدية أو حاجة إلى دخول المستشفى.
الفحوصات والعلاج والمتابعة مجانية.
لقاح جدري القردة
يوجد لقاح يمكن استخدامه ضد جدري القردة. ويمكن إعطاؤه قبل العدوى وبعدها. يتم تقديم اللقاح إلى الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بعدوى جدري القردة.
ويتم، في بعض الأحيان، تقديم اللقاحات للأشخاص الذين قد تعرضوا لعدوى جدري القردة. ويتم تقييم ذلك لكل حالة على حدة. قد لا يحول اللقاح، بعد إصابتك بالفيروس، من الإصابة بالمرض، إلا أنه قد يجعل المرض خفيفًا بقدر أكبر. يوفر اللقاح أفضل حماية، إن تم إعطاؤه في غضون بضعة أيام بعد إصابتك بالعدوى، وقد يكون له تأثير ضئيل أو لا يكون له أي تأثير على الإطلاق، إن تم إعطاؤه بعد ظهور الأعراض لديك.
السّفر
لا ننصح حاليًا بالسفر إلى البلدان التي تنتشر فيها عدوى جدري القردة.
يتعين على الذين يخططون للسفر، أو البقاء في منطقة بها عدوى معروفة بجدري القردة:
- اكتساب نظرة شاملة عن الأوضاع السائدة في وجهة سفرك، والتقيّد بنصائح السلطات المحلية
- تجنب الاتصال المباشر بالمرضى
- تجنب التعدد العشوائي للشركاء الجنسيين
- تجنب الاتصال المباشر بالحيوانات، سواء الحية أو الميتة.
- تجنب تناول اللحوم التي لا يتم تسخينها، أو ما يُسمى بلحوم البرية.
وكما هي القاعدة دائمًا، فإن نظافة اليدين بعناية هي إجراء مهم لمكافحة العدوى.